Friday 24 July 2009

3

قبل بضع ليال رقم غريب اتصل على هاتف والدتي ، وكانوا ادارة التربية والتعليم ، قالوا : ( هند محمد ) تبي وظيفة تعاقد بدل استثناء ؟
امي رمت الجوال في حضني وقالت لي (كلمي)
لما سألتهم عن العرض الي قدموه لي ابلغوني انها وظيفة مدرسة بدل استثناء لترم واحد فقط
لن اتخلى عن وظيفتي الجميلة والتي مرتاحه فيها كثيرا من اجل وظيفة ترم واحد فقط وحتى ان كانت من الحكومة
قبل اسبوعين عندما كنت بالخبر عند ألمى , وبعد ان حدثني احد المسئولين في هيئة تطوير حائل
ابلغت المى عما حدث
فقالت لي بالحرف الواحد
(انتي وش سويتي بحياتك عشان يصير لك كذا ، علميني عشان اصير زيك)
قلت له : والله مادري أنسى !
احدى زميلاتي في العمل ابلغتها عما حدث لي مع ادارة التربية والتعليم وقالت لي :
انتي تحدث لك هالاشياء الجميله كلها لأن هذا أبيض ، وأشارت الى قلبها
فرحت كثيرا
فرحت كثيرا لأن البياض الذي اخبئه في داخلي يضيء برغم الاشياء السيئة التي افعلها دائما ، شاكره لك يالله حبك لي و اغداقك علي بالنعم ،
شاكره
سأعود ما أن يحدث لي شيئا جميلا أو غيره ، لأكتب عنه

2


بعد مضي عدة أشهر من كتابتي لهذه الجمل ،
تغيرت حياتي الى الافضل ، ولو قليلا
حمدا لله وشكرا له على ما يحدث لي الآن ،
عادت علاقتي مع صديقاتي الى الحياة مجددا ، بعد ان كانت تمر بمرحلة سيئة جدا ،
ورشحت لأكون رئيسة لجنة تنمية الموارد البشرية في مركز تنمية المرأه والطفل والتابع لـ هيئة تطوير حائل
كنت أتمنى أن اصبح في مكان أستطيع فيه أن اخدم بلدتي ، ان اخدم فتيات حائل ، أن أمسك بيد الحياة والتطور وأريها ان هناك بين الجبال ، أمة ، تعيش على باب الله والحمدلله ،
حقيقه انه لم يصلني الخطاب حتى الآن ، لكن الى حين استقرار الامور وبدأ المركز بالعمل ان شاء الله سيكون لي مكانا هناك
المنصب شرفي فقط ، لكني مسروره جدا

كتاب حياتي

لست من المعجبين بأنفسهم أبداً ، وغالبا ما أسيء الى نفسي بطريقة ما ، أنواع جلد الذات ، جل ما احتاجه الآن هو أن أسرد مقتطفات من حياتي ، أي حياة الفتاة العشرينية الـ شبه ريفيه ، وأعيد قرائتي ، علّي أستطيع تقدير نفسي أكثر ، أحيانا أحس أن هناك حبل مقطوع بيني وبين نفسي ، لا استطيع تقدير أي جهد تبذله ، لذلك تحتاج نفسي أن تكتب ، وأنا أن أقرئها .
ولدت بعد ثلاثة أولاد فحصلت على نصيب الاسد من التدليع والاهتمام ، و أولئك الأولاد الثلاثه كان لهم الاثر البالغ في طفولتي التي كانت شوارعية جدا وهمجية جدا ، بالرغم من نصيبي الوافر من التدليع الا اني عانيت من نزعات اجحاف تمارس ضدي من قبل والدتي ، التي كانت نادرا ما تلبسني الفساتين ، وغالبا ما أرتدي ملابس اخواني ، كانت طفولتي عباره عن جينز وتي شيرت حتى أول متوسط ، وذلك اثر على شخصيتي كثيرا ، فالآن لست مغرمه بالازياء او الموضه ، وافضل كثيرا الملابس العملية والقطنية والاقرب للبجامات عليها .
كانت طفولتي عذبه ، عشتها طولا وعرضا ، عشتها كما أريد ، يقال أن الانسان ينهي حياته كما بدأها وأتمنى أن أنهي حياتي كما بدأتها ، عذبه ، وبسيطه وكما أريد ، مجنونه كثيرا ، صبيانية أكثر ، أعشق حضور مجالس الرجال ، منذ صغري اكره النساء وصراخهم والحكي الـ ماله طعم ، أحب بواريد الصيد ، الخيول والتصوير منذ طفولتي ، لكن سابقا كنت دائما نجمة الفيلم أمام الكاميرا ، أما الان ، لازلت أحب ذات النجومية ، لكن
غالبا ما أكون خلف الكاميرا .
طفولتي كانت كامله ولله الحمد ، أتذكرها بالامطار والطبيعه الخلابه ، بالفرح والسعاده ، بالورود ، والطرطعان
وجميع الاشياء الجميلة بأعين الاطفال ، كان هدفي اليومي هو أن اذهب للبقاله واشتري عسكريم أبو هدية
وكنت غالبا ما أحقق هذا الهدف ، لأن عسكريم أبو هديه فيه أربع حبات تكفيني أنا وخواتي الصغار وبنت عمّي ألمى ، ونظرا للايثار المتجلي امام عينى والدي ، أصبح يعطيني كل يوم ريال ليعزز هذه الخصله ، والتي اعتقد أنها لازالت بفضل الله ثم والدي ثم عسكريم أبو هدية .
لازلت أذكر أول فستان طفولي ألبسه ، والذي كان بزواج أحد اقاربي ، أورقنزا أحمر ، أقرب لزي المهرج منه لفستان ، كان مضحك جدا ، وكبير جدا ، لا أعلم ما سبب ألتصاق هذا الفستان بذاكرتي وليس فقط هو وحده ، أيضا لازلت أذكر أول فستان نسائي ألبسه بحياتي ، ولازلت أذكر كيف كنت أتحسس جسدي وكم قضيت من الوقت أمام المرآة غير مصدقه أني بدأت أكبر، وأصبح شابة وأصير صديقة غادة أختي .
بعد طفولتي الشوارعيه- و التي تخللها أشخاص ومواقف مميزه جدا مثل أول صديقة لي نجلاء ، والتي كانت الوحيده الاصغر مني جسما في أول ابتدائي ، كذلك ألمى الشرقاوية الناعمه صديقة عمري وعمر صداقتي وكل شيء ، كذلك عهود الكشخه الدلوعة العربجية بنت عمي وجيراننا ، حمود وحمد المحتالين المكارين ئتالين الئتلا ،كل هذه الشخصيات برزت من حولي ، كنت أراني شجرة على قارعة العمر ذاهبون آيبون من حولي وأنا كما أنا ، فقط أكبر ، ربما هذا الاحساس ولد داخلي حبي للتغير ، وللسفر ، مللي السريع من الاشياء- بعد تلك الطفولة الشوارعية بدأت مراهقتي بشكل مفاجئ و مبكر بالنسبة لي ، طبعا بكيت حتى تورمت عيناني عندما علمت اني كبرت ، قضيت في حوض الاستحمام ما يقارب الساعتان ، أريد أن اغسل درن الكبر عني ، لا اريد أن اكبر أبدا لا اريد لهذه المرحله الجميلة ان تنتهي ، لا اريد ان انتقل الى العالم الـ كله أسود في أسود ، بعد تلك الساعتان علمت الدورة الشهرية أنها غير مرحب بها بتاتا ، فأنقطعت ستة أشهر أهبتني لتقبل فكرة أني أصبحت كبيره ولازم أتغطى ، وأنه عندي ذمة التي لم أعلم بوجودها الا عندما قالت لي والدتي :
يابنيتي أنتي كبرتي ، وصار واجب عليك الغطا ، عاد أنتي وذمتك
كنت أسعد عندما لم تكن عندي ذمّة ، كان العالم أجمل واسهل للعيش ، كان كل شيء بسيط جدا وأستطيع التحدث كما أشاء وأفعل ما أشاء وأفكر كيفما أشاء ، حتى أنه عندما مات عصفوري ذات مره سألت والدتي
من موّت العصفور ؟
فأجابتني : ربنا ،
وزعلت ، قلت الشيطان ما يموّت أحد ليه تقولون أنه شرير ؟
وصرت فتاة كبيرة ، وبدأ بعدها مشوار الظلام ، مشوار الرؤية الغير واضحه ، والبنت العاقلة ، مشوار الـ عيب والـ حرام ، والأفلام الأجنبية على التلفزيون 24 ساعه ، ليس هناك ما أذكره في بداية مراهقتي إلا أني كنت لا أجيد الحديث ، لا اجيده بشكل اني لازلت استخدم تعابير وجهي وايماءات يداي كي اشرح شيء ماء وكي اوصل الفكرة ، كنت كثيرة الصمت ، والتأتأه عندما ينعتق صمتي ، أذكر أن كل هذا كان بسبب ( عيب تتكلمين عند الكبار ) ووسائل التسكيت الي كانوا يمارسونها ضدي اذا تحدثت الى احد يكبرني سنا وكأني اذا اردت ان أتحدث الى أحد أكبر مني يجب أن أتوضأ وأكبر ثم أبدأ بالحديث معه ، لازلت أكره الحريم ، وأحب الرجال أكثر لأن لا يمارس والدي ما كانت تمارسه أختي وأمي ضدي في ذلك السن ، طبعا لست ألقى اللوم على أحد ، فقد كنت طفلة ثرثاره على عكس مراهقتي التي كانت صامته جدا ، أحيانا التناقض الذي أراه في مراحل حياتي يجعلني أراها عبارة عن :
فعل – رد فعل – فعل – رد فعل – فعل – رد فعل – فعل – رد فعل ..... وهكذا
كانت بداية مراهقتي هادئة جدا و المتوسطه كانت من أهدء سنواتي الدراسية واكثرها عرضه للنسيان والسقوط من الذاكره من أبرز الشخصيات في سني هذه كانت :
في و فايزه صديقتا المرحله المتوسطه ، وضاري أحد أقربائي الذي كان يحبني من حيث لا أعلم ، نسيت أن أذكر أنه كما ضاري فارس مراهقتي أو أنه استفرس من حاله ، كان أبن عمتي فهد أيضا فارس طفولتي ، لكن بجيناتي تركيبة غريبه جدا ، عندما يحبني أحد ، رد فعلي الطبيعي على هذا الحب هو أن أكره ، ولا اعرف سببا لذلك .
انتهينا من المتوسطه وبدأت الثانوية وكنت تائهة ايضا كـ بداية جميع مراحلي الدراسية ، خرجت من الابتدائية التي كنت أنتمي فيها الى بنات خوالي الى متوسطه التصقت فيها بأول من عرفت بـ فايزه وفي ثم الى الثانوية حيث نشأة صداقتي المتينة بـ فطوم ، ورويدا المصرية ، من أبرز اكتشافاتي في هذا السن هو أني أغني بشكل لا بأس به !
فصرت أتحسس صوتي دائما ، بـ سواح لعبدالحليم حافظ والتي كنت أنقل بها رويدا الى مصر بالتحديد مصر القديده وكلية الطب التي تتمناها وحبيبها محمد أفندي ، وخبروه اني على وصلة حييت لخالد عبدالرحمن والتي كانت تطلب مني فطوم دائما أن أغنيها لتنتقل هي ايضا الى عالم بحت من الرومنسية ، لم أكن أعلم أن ( سن وا وا ،، سن وا وا .... .... سن كولاااااااا) حينما كنت أبلغ الثلاث سنوات والمسجله على احد اشرطة فديو والدي ، هي تعتبر نقطة انطلاق مسيرتي الفنية .
الثانوية قضيتها ساعات وساعات على الهاتف مع فطوم ، اربع ، خمس ، ست لا أذكر ، ما اذكره هو انها اثارت حفيظة والداي ولو أن فطوم لم تكن قريبتي بشكل ما لـ شك بأمري ،لست ألوم أحدا ، ففي الثانوية بدأت أشك في ميولي الجنسية خاصه أنه كانت في ثانويتنا (بوية) غالبا ما تتودد لي.
بدايات تعرفي على عالم الانترنت كان بالثانوية بعد معاناة مع والدي حتى وافق لجلبه الى المنزل وضع لنا كمبيوتر مكتبي واحد لثلاث فتيات ، نتقاسم ساعات الانترنت عليه أنا ساعتين ، غادة ساعتين ، وسلمى ساعتين ، المضحك بالامر أني وسلمى كنا ندخل كـ شخص واحد
اصدقائي هم اصدقائها ، يوزراتي هي يوزراتها ، أحبابي هم أحبابها ، وكانت دائما ما تتصدق علي بنصيبها من الساعات وتجلس بجانبي ، فنحب ونكره ونزعل ونبكي ونضحك معا ، ومن على هذا المنبر اوصل صوتي لسلمى وأقول (شكرا سلمى).
غريب تأثير النت على شخصيتي ، وكأني أكتشفت أني انسان له قلب و لسان وعقل عن طريقه وعن طريقه فقط ، تكلمت بحرية وبطلاقة وبدون تأتأه عن طريقة ، أحببت عن طريقة كرهت عن طريقه ، صادقت عن طريقه ، حتى قرأت ودرست وبحثت وتعلمت أشياء كثيره عن طريقة ، تغيرت حياتي فجأه ، من هدوء المتوسطه الى صخب الثانوية .
برغم انشغالي الشديد بالدراسه في آخر سنة ثانوية الا ان تأثير الانترنت بدا واضحا جدا ، طبعا عانى من في المنزل من التغيرات التي حدثت معي و تذبذبي ما بين الثلج والنار ، أصبحت كثيرة الصراخ كثيرة التطلب كثيرة الكلام كثيرة الاحتكاك بهم وتبعا لذلك كثيرة المشاكل أحيانا وأحيانا أخرى ، أنزوي بغرفتي وأنام ولا أحدث أحدا لأيام ، بالعربي تعبتهم وتعبت أنا ، حتى جدتي لاحظت هذا التغير كانت تقول : مانتي هند الي نعرفه ،،،،الخ
لكني تغيرت كما أفعل دائما ، وتقبلوا التغير كما يفعلون دائما ، أصبحت لا أتأثر بكلامهم كما كنت أفعل لا الطيب ولا السيء ، استرددت ثقتي بنفسي ، كلامي برغم التأتأه والايماءات وانقطاع النفس الذي لا أزال اعاني منه
أبرز الشخصيات في الثانوية كانت : فطوم و مــــ الليل ـــلك الذي يوم أحبه أنا ويوم سلمى
أحد خفافيش الدردشة ، لكن سرعان ما أختفى بعد أن تهكر الموقع .
قاربت الثانوية على الانتهاء وانشغلت باختباراتي عن كل شي وكل احد ، كان هدفي جامعة فيصل كلية الطب وكان يجب أن انجح بتفوق ، ووالدي من أول المشجعين ، كنت أسمع والدتي دائما تقول ، لا تسوي به كذا يا محمد ، لكن لم أركز كثيرا بمغزى أمي من تلك الجمل عندما نتحدث عن كلية الطب لأنهم كانوا جميعا من أول المشجعين لي لإكمال دراستي بالتخصص الـ أرغب
درست لاختباراتي ، أختبرت ، نجحت ، وين الطب ؟
مافيه طب ،
ابروح أسجل !
لأ
لا أنسى البكاء الـ بكيته ذلك الاسبوع ، ومحاولات والدي لإرضائي ، تذكرت موقف مضحك ، كان يرشيني بالمال كي أرضى ، وكنت آخذه واسكت قليلا ثم أكمل بكائي ولا أرضى ، ويرشيني واسكت قليلا ثم اعاود البكاء ولا ارضى وهلم جرا ، بالأخير استسلم والدي وقال : يابنيتي أنا ما اصبر عنّك ، لكن كيفك تبين طب روحي سجلي أنا ماراح اسوي شي!
خميته وقلت له أنا ما اصبر عنك ، وطفى الموضوع ، طبعا كل الناس تتحطم طموحاتهم عادي !
لكن الشيء الذي له تأثيره الكبير في نفسي ( أنا ماراح اسوي شي) ، أكتشفت في هالوقت أن وطني جعلني معاقه ، أو يمكن وقف نموي عند الثانية فقط ، لا استطيع فعل شيء وحدي ، وكأنه قطع يداي ، وأرجلي ، سلب عيناي أستأصل لساني وكمم فمي ، وملأ أذناي ماء .
والدي لم يخطئ لا استطيع اجباره على فعل شيء لا يريده ، لكن وطني لماذا يفعل هكذا بي ،والدي رفض وشيء من حقوقه ، لكن وطني سلب مني إرادتي وقدرتي ، منذ متى والأرض تملك أحقية التحكم بقدرتك وحياتك ؟
تخرجت من الثانوية بنسبة 92% ، وكان قرار والدي أن أتخصص بالفيزياء أو الرياضيات ، هنا عند هذا القرار ، قررت أنه أنا من سيقرر من الآن ولاحقا
سجلت لغه وأدب انجليزي رافعة راية التمرد ، أنا عندي مخ إذن أنا أقرر .
وبدأت في الكلية مرحله جديده ومثيرة جدا ، استطيع ان اصفها أنها من اجمل مراحل حياتي دونما تردد ، هنا أصبحت ، هند الريبرارية ، هند العلمانية ، هند أستغفر الله ، هند القرقر واجد ، هند المقتنعه بهويتة وبنفسة وببساطته لدرجة أنه تقول كل شيء عادي ولا تخجل من شيء هند الـ حدريين هند الخبلة ، هند الـ أي كلام
هند الـ سأبدأ بداية جديده .
وبدأت ، مع محافظتي على شيء من تراثي الشعبي ، فحب الغناء لازال ينبض بكياني ويتملكني حتى وأنا في وسط قاعة المحاضرات ، من ابرز اغنياتي في تلك المرحله كانت :
فقدتك لـ حسين الجسمي والذي اصبح رفيقي في سنوات الكلية ، والذي احسست من بعده بتحسن شديد في اذني الموسيقية وبشكل ملحوظ ، ايضا كان لـ شيرين أحمد واغنيتها ، كنت عارفه نصيب و كاظم الساهر وطلال مداح بـ زمان الصمت ، طلال سلامة ، عيضة المنهالي وجالس بحالي ولحالي هزني الشوق وذكرتك ، محمد عبده في على البال ، واختلفنا وشبية الريح ، جميعها كانت في الجامعه والكثير ايضا ، فقد كانت مرحلتي الجامعية مرحلة الموسيقى والغناء .
لاما كانت من أبرز الشخصيات في هذه المرحله ومن أكثر الاشخاص تأثيرا بي ، من حيث لا تعلم
عليها عقلية ( بنت الاييييييييييييييييييية) ماشاء الله ، كنت لا اسمع كلامها فقط ، بل أدرسة وأحفظه ، أحب ان استفيد من الانسان الـ له تجربة في الحياة وهي تجربتها عظيمة جدا وأحبها جدا ، حب غير مشروط أبدا
مبدأي في الحياة ( التأثر والتأثير) شخص لا يتأثر ولا يؤثر بك شخص ليس له قيمة أبدا ، لأنه تبعا لذلك فهو ، شخص لا يسمعك ، ولا يهتم بالحديث معك .
في مرحلة الكلية بدأت أشق طريقي الى الحياة ، بدأت أربيني من أول وجديد ، أشكل شخصيتي كما أريد ، من أبرز الاحداث في هذه المرحله هي فشلي الذريع في اعداد مشروعي من أجل دعم صندوق المئوية ، رحلتي لاجراء المقابله مع منسوبات الصندوق كانت مضنية وغير مجدية ، هنالك أيضا انخراطي في مجال العمل التطوعي في أحد الجمعيات الخيريه كان له أثر بارز في مستقبلي المهني ، عضوية النادي الادبي ، اشتراكي بالمنافسه الوطنية الاولى والتي ضاعفت فيها فشلي فيما يخص اعداد المشاريع او التخطيط لها .
ما يهمني ذكره هو أن جميع هذه التجارب سواء كانت فاشله أم لا ، علمتني أن لا أيئس أبدا ، تماما عكس ما حدث معي في الثانوية العامه أن لا افعل كما فعلت سابقا ، كلما فشلت ، استخلص الفوائد وانظر للجانب الايجابي من التجربه ، واحدد هدف جديد واسعى لتحقيقه وهكذا ...
كانت هذه المرحلة جميلة جدا ، بصديقاتي صباحات الـ كل يوم ، بأسئلة الصراحه ، بـ مزاجات لمو ، ببكاءات حتو ، وجه فتو بالاختبارات ، وجوال إيمي ، كانت هذه المرحله جميله لأني عشتها كما أريد ، فشلت في أشياء بدأتها بنفسي ، بقرارات اتخذتها أنا ، تلك السنوات الاربع هي الـ أكثر قيمه بحياتي لأنها تكللت بأول نجاحاتي ، شهادة البكالوريوس ، ربما كان فشلي في تحقيق اهدافي السابقه كان من أجل أن يصبح هذا النجاح هو البكر والفرحه الاولى ، كنت أعلم أني سأنجح مهما عرقلتنِ المواد بالرغم من عدم تمضيتي أكثر من ساعتين للمذاكره لكن كنت موقنة أني سأنجح
والايقان دعاء .
لم أذكر في هذه المرحله أي شيء عن الجانب العاطفي لكن ليس هنالك ما يستحق الذكر ، كنت تائهه وأبحث عن شيء لا أعرفه ، أخاف من العرب بشكل عام ، في هذه المرحله تعرفت على عبدالرحيم صديقي الامازيغي الذي علمني اللغه الامازيغيه وحكى لي اساطير شعبة ، صديقتي الفرنسية الـ علمتني القليل من لغتها ودعتني لزيارتها ، وحتى العيش معها هناك ، الكرم الحاتمي يوجد حتى في باريس ، ايضا صديقي الاسباني الـ علمني القليل من اللغه الاسبانية والكثير عن أسعار العقارات في أسبانيا والتي علمت أنه ملعوب علينا في البلد ، لن انسى صديقي الامريكي الأعزب وأبنه ، الـ يعيشون لوحدهم ، و الـ أقدره كثيرا لأنه أب بكل ما تحملة الكلمه من معنى ، لم اخبركم أني ولله الحمد نجحت وتخرجت ، وانتهت هذه المرحله الجميلة التي لن تتكرر أبدا .
بعد تخرجي ما لبثت أن بدأت المرحلة الـ أعيشها الآن ، الانجازات الكبيره ، العمل الدؤوب الغياب الفوضى والامور المعلقه حتى الان ، تسلمت أول وظيفه لي بعد تخرجي تقريبا بـ شهرين مدرسة لغه انجليزية في رياض الاطفال كنت قد ذكرت سابقا ان انخراطي في العمل التطوعي كان له اثر بالغ على مستقبلي المهني وكان هذا هو الاثر الـ اتحدث عنه ،كانت ايام جميلة جدا متعبه جدا وقصيره جدا ، مواقفي مع الاطفال لا تحصى ، هناك ما يأبى أن يدخل الحمام من دوني ، هناك من يتحسس ظهري عندما يظهر بالغلط ، هناك من يضحك على حجم صدري هناك من يطلب مني الرقص ، هناك من ينشد واذا سأم أفتى بحرمة الغناء , و و و و الخ ، سرعان ما قدمت استقالتي لمديرة الروضه اثر خلاف بيننا وانقطعت عن العمل ، غضب والدي الذي جعله لا يتحدث معي ولا ينظر لي ضايقني كثيرا ، ليس لأنه فقط غاضب لأني استقلت من العمل ، بل لأنه غاضب وهو لا يعرف اسباب الاستقاله ، ما يعرفه فقط أني فاشله ودلوعة ولاني وجه شغل واني غير مسئولة ولا استحق الوظيفه ، بعد فتره فهم الموضوع وعادت المياة لمجاريها ولله الحمد، وعرضت علي وظيفه اخرى بعدها تقريبا بـ شهر في برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع ، قدمت اليهم وكلي شغف لأني عدت الى القطاع الـذي أحبة كثيرا ( المشاريع التخطيط وتشغيل المخ)
بعد استقالتي الاولى وردة فعل والدي كنت خائفة ان تلتصق بي لعنة الفشل والاستقالات ، لكن الحمدلله تم قبولي في الوظيفه ، وبدأت بالعمل ، ثم بدأت مشواري الفني مع عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع والذي نسيت معه النوم والراحه والاهل والاصدقاء والاقارب والحب والكره والانترنت ، العمل في القطاعات الخاصه على عكس الحكومية متعب جدا ومنهك جدا ويأكل من العمر بشراهه ، هو عمل باعوضه كبيره لا تموت ابدا ، فقط يمتص دمك بلا كلل ولا ملل ، استلمت التدريب والتوظيف في هذه المنشأه -كنت اتابع مع اخصائيات المشاريع احيانا لأني أحب هذا المجال- ونجحت الحمدلله نجاح باهر اعاد لي ثقتي المهنية في نفسي ، بدأت من الصفر ، قال لي شخص اثق به جدا و أحبه جدا ذات مره ( أنتي شركة بلحالك) وكنت غير مقتنعه كـ عادتي أني اعمل الكافي حتى جاء الاختبار الكبير في عملي وهو توظيف هادكو والذي أحدث ثورة في المناطق الريفيه ، ثورة أفخر أنه كان لي يدا بها بأحد الطرق ، في نفس هذا الوقت قدم لي عرض عمل من قبل صندوق تنمية الموارد البشرية ، عرض مغري جدا لا استطيع رفضه ، فقدمت أستقالتي ، وأتممت توظيف عاملات هادكوا وحدي ، في مبنى البرامج وانقطعت عن العمل ، كما ذكرت سابقا عندما تكون تحت ظلال القطاعات الخاصه ، فهي باعوضه كبيره تمتص دمك ، عندما تنتهي منها ، تتحول هذه الباعوضه الى متاهات ليس لها نهاية ، لكنها تجربه جميلة ومثرية جدا وبعد استقالتي الثانية باشرت عملي مباشره في صندوق تنمية الموارد البشرية والذي اعتبره ترفيه مقارنه بـ عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع .
نسيت أن اذكر ايضا أني توظفت 3 وظائف واستقلت من أثنتان واستقلت من الجمعية الخيره والعمل التطوعي و النادي الادبي أي أن محصلة عام من منتصف 2007 الى منتصف 2008 هي 3 وظائف و أربع استقالات ،
أفخر بوظائفي بالقدر الذي أفخر به بـ استقالاتي ، فلقد حققت ما كنت طامحة الية منذ البدء ، أنا عندي مخ إذن أناأقرر !
وتبعا لهذا المبدأ فلقد قمت بفريضة الحج ، وزادت انجازاتي الـ أفخر بها هذا العام .
بالرغم من هذه الاحداث المشوقه في عام 2008 الا أني لم أذكر وجهها المأساوي ، فقدت أرواح طيبه كان لها أثر عظيم في حياتي ، أبرزها عمي محمد أثر اصابته بالسرطان وخالتي موضي رحمة الله عليهم التي ماتت كما كانت تدعو ، حسن الخاتمه وهون الميته ، ايضا مرض جدتي وصديقتي مريم كانا من أشد الاشياء ايلاما ، لكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، أصبحت أقوى ، وأكثر قربا من الله وحبا حتى !
لم أذكر تطوري في المجال الفني في هذا العام سكنتني اغاني كثيره فيروزية و لبنانية قديمه ، الاغاني القديمه والقديمه جدا كانت محور اهتمامي وتركيزي هذا العام ، بالاضافه الى أني بدأت اعتمد على نفسي وأألف وألحن وأغني من أبرزها :
ليه أنا من بد ناسك ، مالي وقت ولا مكان
صرت أعيش بلا أمان
وأرتجف برد ، زدتني برد
وين الوفا وين ، ماتوا الوفيين ،
راحوا بغمضة عين
حالتي صعبه معاك ، حالتي صعبه
حالتي صعبه معاك حالتي صعبه

وكانت هذه الاغنية تحمل طابع محمد عبده ،
ايضا اغنية شبة فيروزية :

شو ما بدي وشو ما بدك ، بدي أبقى يا أمي حدك
وأرسم لك عـ زهرات خدك ،
بوسه من جوات القلب
لا يا أمي ما بدي روح ،
عنك يا جنّات الروح
مابدي تبعد خطاوينا ،
وتملانا هالغربه جروح

عاطفيا ، في هذه المرحله حدثت لي مواقف غريبه ، وحب نقي جدا ، وعذب جدا ، بسيط جدا
لا يهمني ما سـ تكون نهايته ، كل ما يهمني الآن هو أن استمتع بما أعيشه الآن .
على صعيد الـ صديقاتي لازلت على اتصال بجميعهن ، لكن لا احد قريب حاليا ، وكما بدأنا أنا وألمى ، صفينا أنا و ألمى ...
هذه حياتي ، كتبتها الآن ، وسأعيد قرائتها لاحقا ، لعلني أحبني وأرحمني ، ولو قليلاً.

والله ،

الذي بطلت اقوله .

ياليت علي يفهمني

لا يعي الحزن داخلي
قدر المآسي التي اعاني منها
لذلك لا يتوانى عن مزاحمتها
حزينة أنا
لأني أتأمل أشياء كثيره
هي مستحيله ولا زلت انتظرها
حزينة أنا
لأني ، مست كرامتي و شرفي بهتانا وظلما
ولازلت !
حزينة أنا